إن المشروع الخارجي، المتعدد الجنيسات الغربية والعربية، والذي صنع مايسمى ثورة الأرز أو حركة 14 أذار اللبنانية ،على طريقة تصنيع الثورة البرتقالية في أوكرانيا وغيرها ،لتأمين المصالح الأميركية والغربية ،حيث لجأ ت أميركا لإستغلال إغتيال الرئيس الحريري، وماتبعه من انسحاب للجيش السوري من لبنان ،وبالتالي القرار السوري المباشر،تمهيدا لسرقة الساحة اللبنانية من دائرة الممانعة والمقاومة للمشروع الأميركي –الصهيوني ،وحصار حركات المقاومة في فلسطين والعراق ،بالإضافة لدول الممانعة سوريا وإيران،وبعدما التقطت المعارضة الوطنية أنفاسها وأستوعبت المشهد السياسي الجديد ، الذي يحرك أميركيا عبر السفير ألأميركي وزملائه من السفراء العرب والغربيين ، وبعدما أستوعبت المقاومة العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، وتم بذلك استيعاب العدوانين الساسي والعسكري .
ونتيجة الإصرار الأميركي والإسرائيلي، بوجوب عدم خسارة الساحة اللبنانية ،نظرا لدورها المحوري ،كدائرة صراع للمواجهة بين المشروعين الغربي والمقاوم،لجأت الى خيار السيطرة الهادئة بالعنوان الديمقراطي النزيه ،والمرتكز على التدخل المباشر عبر نائب الرئيس الأميركي بايدن ،وحقائب المال ، وطائرات المغتربين ، وقوافل المجنسين والمواطنين المجوقلة ،من دائرة الى أخرى بعنوان( مجموعات التدخل الإنتخابية)، لحسم الدوائر الحساسة زحلة والأشرفية والكورة وغيرها،لإنتخاب ،ونواب ووزراء ورؤساء، يمثلون الطوائف والأحزاب.
وبالتالي فإن الديموقراطية التي تلغي طائفة أو أحزابا ، ديموقراطية مهددة بالإنهيار أو عدم الاقلاع ، وأن لبنان محكوم تاريخيا بعدم العداء لسوريا ،وأن الدور السوري في لبنان مطلوب سلبا أو ايجابا ، وهذا ما تبحث عنه مصر في قطاع غزة ولم تأخذه،و لم تستطع الزام الفلسطينيين به ، وبعدما أقتنع الأميركيون وحلفاؤهم بضرورة التنسيق مع سوريا ،عادوا اليها ،مباشرة ومداورة، لطلب تسهيل تأليف الحكومة اللبنانية ،برئاسة النائب سعد الحريري ،ولإعادة الدور السعودي في لبنان ،بعدما ألغاه الدور القطري في الدوحة ،بحبث يطلب السعوديون دورا مباشرا عبر الحريري ، ويطلبون من السوريين ممارسة الضغط على حلفائهم في المعارضة الوطنية، للتنازل عن مطالبها وخاصة الثلث الضامن وبالتالي يتم القبول بالدور السوري ،اذا كان لصالح 14 اذار ومن ورائهم عربيا ودوليا ، ويمنع الدور السوري ويعتبر تدخلا سافرا .اذا كان لمصلحة التوازن في لبنان أو لمصلحة المعارضة .
وقد انعكس ذلك على مكونات 14 اذار المتناقضة، فإذا كان الرعاة الدوليون والعرب، يطلبون دورا سوريا ..؟
واذا كانت الشراكة مع المعارضة لازمة محتومة ، واذا كانت المقاومة مشروعة في البيان الوزاري ..؟
واذاكان سلاح المقاوم خاضعا للحوار الوطني..؟
واذا كانت العلاقة مع سوريا واجبة وزيارتها ليست ممنوعة سواء تمت قبل أو بعد لتأليف.
فلماذا الاختلاف مع المعارضة اذن..؟!
وما مصير شعارات ثورة الأرز التدخلوالوصاية السورية وكذلك مشروعيةوالمقاومة ؟
اين شعارات السيادة والاستقلال ،والحقيقة أ، الحكومة لا تتألف برئاسة الحريري الا باتفاق سوري- سعودي وحتى أميركي وأوروبي ..؟
أين لبننةتأليف الحكومة اللبنانية..؟
وأين نداء البطريرك صفير عشية الإنتخابات الانتخابات عن تهديد الكيان..؟
أين شعار العمالة لسوريا ضد ميشال عون ؟!
أين شعار ما بيرجعوا والسما زرقا ...؟! والظاهر أنه بدل أن يرجع السوريون، فإننا نذهب اليهم لعدم ازعاجهم ... ؟!
ولا شك أن التحول الذي بدأه رأس حربة 14 اذار الوزير جنبلاط،، واعلانه الانفتاح والمهادنة مع حزب الله و سوريا،وهو الذي يشكل عمود خيمة 14 اذار ،مما ترك ارتداداته التنظيمية التي صدعت هذا الفريق، وسلبته المخالب السياسية الحادة والجريئة ، وفرطت عقده المتضخم ،وألغت الأسماء والقوى الوهمية ، وحولها الى ثورة البيانات الإعلامية، عبر بيانات الأمانة العامة ،والتي بدأ يغيب عنها ممثلو الحزب الإشتراكي.
إن المطالبة الجنبلاطية لتأسيس الحلف الرباعي الاسلامي، هو المقدمة العملية ،لإلغاء الاصطفاف السياسي بعناوين 14 اذار و 8 اذار ، تمهيدا لقيام حلف ثلاثي مسيحي ،يضم عون –الجميل-فرنجية مما يعيد اللعبة السياسية اللبنانية الى عنوانها الطائفي ،الذي تحكمه معادلة 6 و 6 مكرر ويتم التخلص من الأحمال الزائدة والمتطرفة سياسيا ،لأن النائب جنبلاط لا يستطيع ضمان حقوق طائفته سياسياووجوديا، بل طائفيا ،لأن العالم العربي خصوصا ،وبتخطيط أميركي يتجه نحو بناء الكيانات الطائفية والمذهبية والقومية ، لتشتيته وتقسيمه .
وبالتالي فإن الطائفة الدرزية القليلة العدد ،والموزعة على لبنان وسوريا وفلسطين ،لا يمكن حمايتها الا بالحضن العربي الاسلامي، ولا تحميها الاحلاف السياسية الطارئة ، ولا الضمانات الدولية التي تتغير وفق المصالح ، فتبيع وتشتري الطوائف والكيانات،بالسعر الأفضل لها .
ان خروج جنبلاط من ثورة الأرز ،يجعلها حركة ضائعة، تدور حول نفسها ،بدون أي فعالية سياسية ،مما يدفع بعض أطرافها للتفتيش عن مخارج لحفظ الوجوه ،حتى و لو ابتلعوا شعاراتهم والسنتهم ، لحماية مستقبلهم السياسي ، كالكتائب مثلا ،لحفظ العائلة ،مما سيلزم آل الجميل الخائفين من دور سمير جعجع وطموحاته المسيحية ،للتفتيش عن تحالف يحميهم ويضمن لهم الإستمرار،طالما أن الرياح الدولية ، قد فتحت ألابواب السورية ،. فلماذا لايدخلها الجميل قبل جنبلاط، والحريري ،وهو الذي اعتاد أن يزورها أكثر من عشرين مرة عندما كان رئيسا للجمهورية ..
الأكثرية النيابية تتمسك بشيك غير قابل للصرف ،و14 أذار حركة سياسية انتهى دورها المطلوب بعد اخفاقها في ترسيخ المشروع الأميركي في لبنان مع كل الدعم الذي اعطي لها ،عسكريا اقتصاديا ومحاكم دولية ،ولا بد من العودة الى قرع الابواب مباشرة بدل الادوات الوسيطة ،والكلام المباشر مع سوريا وايران ،لتقاسم النفوذ في لبنان ، أو المساكنة السياسية ،أو الاتفاق على الساحات الثلاث ،العراقية والفلسطينية واللبنانية ،بعد الاعتراف الدولي بالدورالسوري في المنطقة ، والدور الإيراني في أفغانستان والعراق والخليج.
كل ثورة مصطنعة وأنتم بخير مع ألأوطان الذبيحة والمستباحة، والظاهر أن الثورات البرتقالية والزرقاء والخضراء.. لاتعمر أكثر من ولاية أي رئيس أميركي ، أو مدير للمخابرات الأميركية (السي –آي –اي)،ومع ولاية الرئيس أوباما ،أنتهى الدور السياسي ل14 أذار ، في حصار سوريا والمقاومة ، ولابد من إعادة اللعبة الى قواعدها الأصلية ، بعدما تعسر مخاض ولادة الشرق الأوسط الجديد